إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

746 ـ نور الدين زنكي (511 ـ 569هـ) (1118 ـ 1174م)

محمود بن زنكي (عماد الدين) بن أقسنقر، أبو القاسم، نور الدين، الملقب بالملك العادل: أوّل ملوك الدولة الزنكية الذين حكموا من دمشق وحلب. ينتمي قبائل السابيو التركمانية. كان جدة أقسنقر مملوكاً للسلطان السلجوقي مليكشاه بن ألب أرسلان، فنال ثقته فولاّه على بعض الإمارات في شمالي العراق، وخلفه ابنه عماد الدين زنكي والد محمود زنكي.

ولد نور الدين زنكي بحلب (في سورية) وكان أبوه موضع ثقة السلطان محمود السلجوقي فجعله مربياً لابنيه ألب أرسلان والخفاجي، وولاّه إمارة الجزيرة والموصل وما يتبعهما. وخلفه ابنه محمود في الإمارة سنة 541هـ/1146م، فجعل حلب عاصمة له وتلقب بنور الدين، واستقل عن السلاجقة. وضم دمشق إلى دولته، وكان همه الأكبر الجهاد ضد الصليبيين الذين أنزل بهم هزائم متكررة. وفي دولته اتحدت أقاليم: سورية والموصل، وديار بكر، والجزيرة، وأجزاء من اليمن، ثم توحدت معها مصر تحت قيادة قائد جيشه صلاح الدين الأيوبي.

كان نور الدين شجاعاً يخوض المعارك بنفسه مع جنده، وله إصلاحات عدة في أمور المال وتوطين الأعراب، وفي إنشاء المدارس والمساجد، منها: المدرسة العادلية، ودار الحديث بدمشق، والمدرسة النورية للأحناف بدمشق، وبنى الجامع النوري بالموصول. ووقف كتباً كثيرة، وكان محباً للعلم والعلماء، وهو أوّل من بنى داراً للعدل، فكان يجلس فيها مرتين في الأسبوع، ويُحضر معه القاضي والفقهاء من جميع المذاهب ولا يحجبه حاجب عن مقابلة الناس. فكان يكلم الناس ويستفهم منهم عن مشكلاتهم ومظالمهم ويخاطبهم بنفسه وينصف المظلوم من الظالم.

وكان عارفاً بالفقه على مذهب أبي حنيفة، ولا تعصب عنده. كانت أمنيته أن يموت شهيداً، فلما توفى، مريضاً، بقلعة دمشق أطلقوا عليه (الشهيد). وكانت وفاته سنة 569هـ/1174م.